اعتبر الكاتب والمحلل السياسي استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبدالباقي شمسان الذهاب الى مشاورات جنيف2 قبل استعادة الجغرافيا المحتلة من قبل المليشيا خطأ كارثي.
وقال شمسان في تصريح خاص لـ«الخبر»: ان المشاورات لا يعني الحكومة بل تعني الأمم المتحدة وحين ظهرت الحكومة كداعية للتفاوض لمناقشة اطلاق النار والانتهاكات والمعتقلين فانها ستغرق في تفاصيل جانبيه تمنح من خلال للحوثيين كطرف في نزاع فيما تضيع القضية الاساسية المتمثلة بالانقلاب على الشرعية.
واوضح بان هناك عمليات تضليل في مشاورات بييل بسويسرا تتعلق بضبط اسس المشاورات.
وأضاف بان مايجري الان من مفاوضات تناقش الاعراض وليس المرض فالحديث عن وقف اطلاق النار والمساعدات والانتهاكات وحصار المدن الخ… حديث عن اعراض أما الاصل فهو الانقلاب.
وأشار الى ان ذلك هو ما سوف يعمل عليه الحوثيين والرئيس السابق صالح على الغطس في تفاصيل تلك الاعراض من خلال سلسلة لقاءت وتدريجيا يتم اعتبارهم اطراف في نزاع وليس انقلابين.
وقال شمسان بانهم سوف يركزوا كثير عل وقف اطلاق النار في مفاوضات جنيف 2 بهدف تثبيت واقع هش ورخو منقسم وطنيا ومذهبيا وهذا الواقع المناسب اكثر للحوثيين .
ولفت الى ان الاستمرار في هذا المسار سوف يحقق استراتيجية الحوثيين وصالح في القطع التدريجي مع ما حدث في 21 سبتمبر 2014 وما بعدها ولتأسيس لمرحلة “أطراف النزاع” .
ويوكد شمسان بان ذهاب صالح والحوثيين الي جنيف هو آلية من آليات الصراع هدفها الاعتراف بهم كأطراف وتثبيت جغرافي لواقع هم احد أطرافه.
واردف بان الذهاب الي جنيف أمر لا يعني السلطة الشرعية بل الامم المتحدة باعتبار ان هناك قرار مجلس امن رقم 2216 على الانقلابين تنفيذ بنوده كجماعة انقلابية وليس طرف نزاع لان هناك انقلاب على السلطة المنتخبة وعلى مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية والقرارات الدولية ذات العلاقة.
ويرى شمسان بان الدولة لن تتمكن من استعادة كيانها بل سوف يكون الحوثيين وصالح هم الارقام الصعبة التي ستجعل المكونات بما فيها الدولة لا يستطيعون التقاط الانفاس جراء الاغتيالات والعمليات الارهابية، الأمر الذي يجعل من مطالب تسليم السلاح او محاكمة مرتكبي الجرائم أمر بعيد الاحتمال بفعل فقدان القدرة الموضوعية على تحقيق ذلك.
واوضح استاذ الاجتماع السياسي بان الانقلابين هدفهم استعادة السلطة الامامية كما هو عند الحوثيين او العائلية كما هو عند الرئيس السابق علي صالح وهذا يعني ان هدفهم ليس مكاسب سياسية جزئية مشروعة وانما انها اللعبة وتدمير الحقل السياسي.
ويوكد شمسان بان المسار الاوحد لاستعادة الدولة والوطن والمؤسسات يفترض بان يكون من خلال اعتماد العمليات العسكرية مع التعاطي مع السياسي والتفاوضي كألية لازلت لاكتساب الزمن حتى استعادة الدولة.
وأكد شمسان ان استعادة الجغرافيا اولية ملحة حيث يجب عدم الالتفات للمشاورات، مشيرا الى ان خطأ كارثي في الاسس القائمة عليه وفي توصيف الجماعات .